من معارك رمضان الفاصلة
موقعة عين جالوت
محمد علي شاهين
وفي الخامس والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة، الموافق للسادس من أيلول سنة ستين ومائتين وألف ميلاديّة، كانت موقعة عين جالوت الفاصلة .
علم المظفّر قطز بعزم التتار بقيادة هولاكو، وقائده النصراني كتبغا، المتحالفين مع أوروبا الصليبيّة بزعامة (لويس التاسع) ملك فرنسا، ومع ملك أرمينيا (هاتون الأول)، وأمير طرابلس (بهومونت السادس)، وأمراء الفرنج في صور وعكا وقبرص على مهاجمة مصر قرّر الخروج لملاقات التتار خارج البلاد، واختار أسلوب الهجوم على الدفاع ليجنّب مصر ويلات الحرب، وانتزع القيادة من طفل كان يحكم مصر، نزولاً على رغبة أهل الرأي والعلماء، وكان الشيخ العز بن عبد السلام يحثّ الناس على بذل الأموال والأرواح للدفاع عن الأعراض، ويدعو قطز وجيشه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى خلصت النيّة لله، فخرج الجيش من مصر تائباً طاهراً من الذنوب .
أوقف المماليك بقيادة المظفر قطز، وقائد طلائعه بيبرس، زحف التتار على مصر، والتقى الفريقان في غور الأردن على عين جالوت، قرب مدينة بيسان، حيث أظهر المماليك شجاعة نادرة، وردوا أعداءهم خائبين، ويقال أن العسكر الإسلامي اضطرب في أول الأمر، فألقى الأمير قطز خوذته عن رأسه إلى الأرض وصاح أمام الجيش قائلاً: وا إسلاماه. وا إسلاماه. . يا الله انصر عبدك قطز على التتار، وحمل بنفسه عليهم، وانتهت المعركة بانتصار حاسم للإسلام والمسلمين، ومقتل القائد كتبغا بعد تخلي رجاله عنه خلال المعركة، ومطاردة التتار حتى حلب التتار عن دمشق، وتحرير الشام منهم وضمه إلى مصر، لأنّه أدرك أهميّة وحدة هذين القطرين لتحقيق نصر حاسم على الأعداء، وحين أحرز النصر ترجّل عن فرسه ومرّغ وجهه بالتراب تواضعاً، وسجد لله شكراً .
* * *
موقعة عين جالوت
محمد علي شاهين
وفي الخامس والعشرين من رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة، الموافق للسادس من أيلول سنة ستين ومائتين وألف ميلاديّة، كانت موقعة عين جالوت الفاصلة .
علم المظفّر قطز بعزم التتار بقيادة هولاكو، وقائده النصراني كتبغا، المتحالفين مع أوروبا الصليبيّة بزعامة (لويس التاسع) ملك فرنسا، ومع ملك أرمينيا (هاتون الأول)، وأمير طرابلس (بهومونت السادس)، وأمراء الفرنج في صور وعكا وقبرص على مهاجمة مصر قرّر الخروج لملاقات التتار خارج البلاد، واختار أسلوب الهجوم على الدفاع ليجنّب مصر ويلات الحرب، وانتزع القيادة من طفل كان يحكم مصر، نزولاً على رغبة أهل الرأي والعلماء، وكان الشيخ العز بن عبد السلام يحثّ الناس على بذل الأموال والأرواح للدفاع عن الأعراض، ويدعو قطز وجيشه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى خلصت النيّة لله، فخرج الجيش من مصر تائباً طاهراً من الذنوب .
أوقف المماليك بقيادة المظفر قطز، وقائد طلائعه بيبرس، زحف التتار على مصر، والتقى الفريقان في غور الأردن على عين جالوت، قرب مدينة بيسان، حيث أظهر المماليك شجاعة نادرة، وردوا أعداءهم خائبين، ويقال أن العسكر الإسلامي اضطرب في أول الأمر، فألقى الأمير قطز خوذته عن رأسه إلى الأرض وصاح أمام الجيش قائلاً: وا إسلاماه. وا إسلاماه. . يا الله انصر عبدك قطز على التتار، وحمل بنفسه عليهم، وانتهت المعركة بانتصار حاسم للإسلام والمسلمين، ومقتل القائد كتبغا بعد تخلي رجاله عنه خلال المعركة، ومطاردة التتار حتى حلب التتار عن دمشق، وتحرير الشام منهم وضمه إلى مصر، لأنّه أدرك أهميّة وحدة هذين القطرين لتحقيق نصر حاسم على الأعداء، وحين أحرز النصر ترجّل عن فرسه ومرّغ وجهه بالتراب تواضعاً، وسجد لله شكراً .
* * *